أمسية فكرية بعنوان: لماذا نقرأ التاريخ؟

أمسية فكرية بعنوان: لماذا نقرأ التاريخ؟
أقام مركز تجديد للفكر والثقافة أمسية فكرية بعنوان: (لماذا نقرأ التاريخ؟)..
عُقدت الأمسية في دار الأستاذ الدكتور محمد السويطي في محافظة واسط/ مدينة الكوت، بتاريخ 2022/5/2.
تحدث فيها الدكتور السويطي، أستاذ ورئيس قسم التاريخ في جامعة واسط، عن أهمّية قراءة التاريخ ودوره في حياة الأمم.
وقد حضرها نخبة طيبة من الأساتذة والصحفيين والمهتمين بالشؤون التاريخية والفكرية والثقافية.
(موجز عن الندوة)
في البدء شكر المتحدث مركز تجديد لفتح آفاق جديدة للبحوث العلمية والمطارحات الفكرية. بعدها تطرق المتحدث إلى الأسئلة الرئيسية الثلاث: ما هو ولماذا وكيف نقرأ التاريخ؟
تعرّض بعدها لذكر مجموعة من المقدمات:
1ـ عُرف التأريخ كمفردة ـ حسب المستشرق كولن جود ـ بأنه دلالة على الزمان والتوثيق، أو سلسلة الأحداث التي جرت بتأثير الإنسان أو الطبيعة، وأشار إلى أن كل حدث له ثلاثة أركان، هي: الإنسان والطبيعة والزمان، حينها يمكن أن يسمى حدثاً تاريخياً.
2ـ أما كمصطلح فإنه مرتبط بمصطلح آخر، هو فلسفة التأريخ، وهي محاولة لوضع قوانين تحدد سير هذه الأحداث، وهذا ما يحتاج إلى فكر متقد وخلفية تاريخية.
3ـ إن علم التأريخ أسس مضمونه ابن رشد، ولكن من الناحية الاصطلاحية فقد أسس له فولتير.
4ـ وفي إطار حديثه عن أهمية علم التأريخ، أشار الدكتور إلى أن كيسنجر وزيرة خارجية أمريكا يقول إن التاريخ منجم التجارب الإنسانية. وهو ما اعتمده السياسيون في حركتهم سابقاً وحاضراً.
ولهذا نجد أن التاريخ حاضر حتى في حياتنا العادية، وخصوصاً عند العشائر والسياسيين والحكماء وأهل الاختصاصات المختلفة.
بعدها تعرّض المتحدث وبصورة رئيسية إلى التاريخ في ذاكرة الإمام علي عليه السلام، فتحدث عن اعتماده عليه السلام على التاريخ واستحضاره بل وحث أبنائه وولاته على ضرورة قراءته والاستفادة من تجارب الماضين وأحوالهم.
وإن الامام قد جعل من قراءة التاريخ مساراً لتهذيب النفس ومنهجاً أخلاقياً يستقيه من القرآن وأحاديث الرسول محمد صلى الله عليه وآله، متبعاً بذلك قول الله تعالى: (ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
تطرق بعدها الدكتور إلى بيان الفرق بين المؤرخ وقارئ التاريخ، وأشار إلى أن المؤرخ كالنحلة تقف على الزهور فتقدم لنا العسل. بينما قارئ التاريخ قد يكون كباقي الحشرات التي تقف على الزهور ولا تستفيد منها، بل قد تكون ضارة لها.
اختتم المتحدث كلامه بذكر مجموعة من التوصيات، منها:
1ـ إن علينا قراءة التاريخ بصورة شاملة وأن نحلل ونقدم التوصيات لتكون تلك التجارب حاضرة في حياتنا ودافعاً للاستفادة من تجارب الماضين، ودفع ما يحيط ببعض التاريخ من ضبابية وشبهات.
2ـ الدعوة إلى أن يكون هنالك مجلساً فكرياً خاصاً يهتمّ بالأمور الأساسية التي يعاني منها التاريخ كتابة وتفسيراً.
بعدها تم فتح باب النقاش للأساتذة الحاضرين لطرح أسئلتهم على الأستاذ الدكتور المتحدث، حيث فتحت الأسئلة أبواباً جديدة للنقاش من ضمنها:
تساؤلات عن وقوع التحريف في التاريخ، وهل هو متقصّد؟ ومن قام به؟
وعن قيمة التاريخ، حيث إن أغلب ما نقل هو التاريخ السياسي وليس الاجتماعي أو التخصصي المدروس.
في ختام الأمسية شكر ممثل مركز تجديد الأستاذ الدكتور على هذه الأمسية القيمة، ودعاه لمواصلة هذه الأبحاث والأماسي في قابل الأيام لتغطية أهم القضايا التاريخية وإلقاء الضوء على المناهج والمدارس المتنوعة لقراءة التاريخ.
تبع ذلك تقديم شهادة تقديرية من قبل إدارة المركز للأستاذ الدكتور السويطي لما قدمه خلال الأمسية من معلومات مهمة وقيمة من أجل إعطاء قراءة علمية للتاريخ.

 

 

 

 

 

 

Loading