يعدّ هذا الكتاب محاولة جادّة للكشف عن المذاهب الأخلاقية العقلية والذوقية، والنظرية والعملية في الفكر الإسلامي، ويبيّن المؤلّف كيف أنّها لم تلتزم بالنسق الذي فرضه أرسطو على الأخلاق حينما فصلها عن الميتافيزيقيا، وكيف استطاع المعتزلة أن يقدّموا مذهباً أخلاقياً متكاملاً – حسب رأي المؤلف – في أصولهم الأربعة ، بعد التوحيد .
كما يتحدث الكتاب عن المذهب الأخلاقي الذي أقامه الصوفية على (الذوق) و (العمل) على تطهير النفس البشرية ، فالعلم بالفضيلة وتذوّقها لا يعني بالضرورة ممارستها .
كما يبيّن المؤلّف أنّ المذهب العقلي عند المعتزلة يستند إلى الميتافيزيقيا ، أمّا لدى الصوفية فيستند إلى علم النفس ، فنقطة البدء في الأخلاق لدى المعتزلة هي (أنا أعلم) ولدى الصوفية (أنا أريد) . ثم يخلص المؤلف إلى أنّ المذهبين متكاملان ، ما التقى (النظر) مع (العمل) ، ويبيّن كيف إخوان الصفا ( على مستوى التفكير الجمعي ) ، وابن مسكويه ( على مستوى التفكير الفردي ) الجمع بين (النظر) و (العمل) بصرف النظر عمّا في المحاولتين من توفيق .