يُعَدّ هذا البحث -من إحدى زواياه- امتداداً للدراسة التي قام بها الباحث في مرحلة سابقة عن (قضية المجاز في القرآن عند المعتزلة)، وقد انتهى الباحث في دراسته السابقة إلى أن المجاز تحوّل في يد المتكلمين إلى سلاح لرفع التناقض المتوهم بين أيات القرآن من جهة، وبين القرآن وأدلة العقل من جهة أخرى.
وقد كانت هذه النتيجة هي الأساس الذي حدا بالباحث إلى محاولة استكشاف منطقة أخرى من مناطق الفكر الديني، وهي منطقة التصوف لدراسة تلك العلاقة بين الفكر والنص الديني واستكناه طبيعتها ومناقشة المعضلات التي تثيرها، وذلك استكمالاً للجانبين الرئيسيين في التراث: الجانب العقلي كما يمثله المعتزلة، والجانب الذوقي عند المتصوفة.