اخـتـار الـلـه تعـالى اللغـة العربيـة لتكـون لـغـة للقـرآن الكـريـم، فقـال تـعـالى: (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)، وعليه فإن إكسـاء القـرآن باللغة العربية مسـند إلى اللـه تعـالى، وهـو الـذي أنـزل معنـى القـرآن ومحتـواه بقالـب اللفظ العربي، ليكون قابلا للتعقل والتأمل. كثرت محـاولات المستشرقين التشكيكية في لغـة القـرآن، حيـث حـاول بعضهـم تصـويـره بـصـورة الأدب العـادي، واجتهـد آخـرون في التنقيـب عـن مواطـن التشابه والمماثلـة بـيـن لـغـة القـرآن ولغـة البـشر، وذهـب آخـرون إلى أن لغـة القـرآن تشبه إلى حـد بعيـد الشـعـر العـربي القديـم في إيقاعـه وزنـه وقافيتـه، ووصفـت مـن بعضهـم بالنقـص والتبعيـة للغـات أخـرى أصيلـة وقديمة.تحـاول هـذه الدراسـة أن تستكشـف مـوقـف هـؤلاء المستشرقين مـن لـغـة القـرآن، ثـم تـعـرض هـذا الموقـف عـلى مـيـزان المنهـج العلمي، محاولين التعـرف عـلى حـظـه مـن المنهجية العلمية، ومحاولين الإجابـة عـلى سـؤال مهـم مـؤداه: هـل تعرضـت لـغـة القـرآن إلى التشـويـه عـلى يـد هـؤلاء المستشرقين؟ أم نالت حظها من الإنصاف؟