انصبّ العمل في هذا الكتاب على تقسيمه وتبويبه إلى دروس (تتناسب من حيث المادّة العلميّة مع الوقت التقريبي للحصّة الدراسيّة) ممّا اضطرّ المقرر في بعض الأحيان إلى إعادة تقسيم المتن والشرح على غير ما قسّمه الشارح في التمهيد نفسه، وبالرغم من حرصه على الحفاظ على لغة الكتاب لتدريب الطالب على عبارات كتب العرفان ومصادره الأصليّة إلّا أنّه ارتأى تغيير جملة من العبارات وإعادة صياغتها صياغةً سهلةً بيّنةً في المواطن الغامضة.
كما قام بإضافة مجموعة من التعليقات والتوضيحات والبيانات التي فكّكت الكثير من مغاليق هذا الكتاب وإبهاماته إيضاحاً لفكرة البحث وتعبيداً لطريق دراسة هذا العلم الشريف، وأضاف جملة من المطالب أينما دعته الحاجة لذلك؛ لتوقّف فهم الأبحاث عليها.
ومن جملة ما أضافه هنا مقدّمةٌ لكلّ درس أشار فيها لأهدافه الكلّية التي يجب أن يكون الطالب ملتفتاً لها حين الدراسة.
كذلك أضاف خلاصةً لكلّ درس عرضه فيها محتوى الدرس عرضاً إيضاحيّاً مبسّطاً ليساعد الطالب على احتواء مادّة الدرس وضبطها وترسيخها في ذهنه واسترجاعها حين التهيّؤ للاختبار.
وختم كلّ درس بطرح مجموعة أسئلة مستخرَجة منه لاختبار مدى استيعاب الطالب لمباحث الدرس ومساعدة الإخوة الأساتذة في طرح أسئلة الاختبارات، كلّ ذلك جرياً منه على عادة منهج التعليم الحديث وأسلوب التدريس المعاصر.
وممّا اعتنى به الإشارة إلى المصادر وأمّهات الكتب العرفانيّة ومراجعها؛ لتدريب الطالب وحثّه على مراجعة المصادر الأصليّة.
فخرج هذا التحرير كبداية الحكمة بالنسبة لدارس الفلسفة، ممّا أمكن أن يستغني ـ مَن لم يشأ التخصّص في علم العرفان النظري ـ بهذا الكتاب فيكون له غنىً عن الأبحاث التفصيليّة في الكتب المطوّلة والمعقدّة؛ بالوقوف على ما يجب الوقوف عليه من مباحث علم العرفان مع الإشارة إلى مواطن التفصيل في مظانّها المقرّرة. كما يمكن له أن يكون مُعيناً لدارسي (تمهيد القواعد) في ترسيخ فكرة أصل البحث وضبط أمّهات مسائله قبل الخوض في النقض والإبرام.