في قبال التدبير الإلهي في حفظ امتداد رسالته السماوية، لابدّ أن يكون هنالك تدبيرٌ نبويٌّ لحفظ امتداده المباشر في الخلافة والإمامة، وهذا ما قام به النبيّ الأكرم صلّى الله عليه وآله، على أكمل وجه. ورغم الزيف التاريخي، وسلطة الحزب الحاكم المناوئ لتلك التدابير النبويّة، فإنّها قد أدَّت وظيفتها، فحفظت لنا الإسلام المحمّدي الصحيح، في مساحةٍ بقيت حيّةً ناطقةً بالحقّ، لم تعصف بها أمواج الفتن الهادرة، ولم تتذلَّل لأشدّ قوى الأرض عتوّاً، ولم تستكن لطواغيتها، فقدّمت رقابها واسترخصت دماءها دفاعاً عن عرين النبوّة، وعن عرين الامتداد الحقيقي لها، ممثّلاً بالخلافة الإلهيّة والإمامة القرآنيّة.
و ما يحاول تقديمه هذا الكتاب الماثل، في عرضٍ واضحٍ وبيانٍ راقٍ، هو بیان التدابير النبوية لحفظ الرسالة الإلهيّة وقد حاول سيّدنا الأُستاذ الحيدري دام ظلّه سبر غور التاريخ والأخبار والرؤى المطروحة في عرض تفاصيل تلك الحقبة ـ الشديدة الحسّاسيّة، والشديدة التعقيد، والشديدة التأثير على حاضرنا ومستقبلنا ـ بقراءةٍ راصدةٍ ناقدةٍ، فلم تكن محكومةً بسلطة الماضي، كما أنّها لم تكن متنكّرةً لتراثها. وهذه هي القراءة المسؤولة النافعة.
اشتمل هذا الكتاب على مقدمة وعشر فصول أساسية، كالتالي:
الأول: تدابير الحفظ من التكاليف النبويّة.
الثاني: التدابير النبويّة في مواجهة أدعياء النبوّة.
الثالث: التدابير النبويّة لحفظ الخلافة من الانقلاب المرتقب.
الرابع: التركيز على شخصيّة الإمام عليّ عليه السلام.
الخامس: فاطمة الزهراء والتدابير النبويّة.
السادس: القتال على التنزيل والتأويل.
السابع: التدابير النبويّة لحفظ الخلافة من الانقلاب الأموي.
الثامن: محاولات إفشال التدابير النبويّة.
التاسع: وحدة المضمون بين الأمويّة والسلفيّة والوهّابيّة.
العاشر: الثمرات والعبر في التدابير النبويّة.
