إنّ الحاجة للشريعة لم تُفرزها ظروف معينة أو حالة اضطرارية بل هي حاجة جوهرية تدخل في رسم مسيرة الإنسان وتحديد مصيره، لأنّها جاءت لتنظيم حياته المادية «المعاملات» والروحية «العبادات والأخلاق والعرفان» والفكرية «العقائد»، لتنفتح عليه نافذة الغيب مشرقة، وهذا كلّه يستدعي منّا الانفتاح بعمق على هذه المعالم والمعارف.
إنّ مادّة هذا الكتاب الأصلية كانت عبارة عن «22» حلقة حوارية مسجّلة على أشرطة صوتية، استغرقت كلّ حلقة منها «20» دقيقة، وقد بُثــَّت من إذاعة طهران، ونفّذ الحوار فيها الأستاذ عباس باقري، وهو من الوجوه الإذاعية المثقّفة والناجحة في أداء عملها، وحسبنا ما كان عليه في تنفيذ هذا الحوار الرائع والمثمر، ونترك للقارئ اكتشاف عمق ما أثاره في مواطن عديدة من هذا الكتاب.
فمن هنا جاء هذا الكتاب ليؤكّد هذه الحقيقة من خلال إبراز أهمّية «التفقّه في الدين» في حياة المسلم، مع حرصه الأكيد على بيان ملامح جملة من المسائل المفصلية شبه المفقودة أو نادرة الوجود حتى في كتبنا المنهجية، وإذا ما وُجدت فإنّها تُطرح بصورة ضبابية ومغيّبة في جملة من الألفاظ العقيمة والمركّبة التي يصعب أحياناً حتى على المثقّف فهمها فضلاً عن غيره.
یشتمل هذا الكتاب علي تمهيد وفصول خمسة، كالتالي:
الأول: التفقّه في الدين.
الثاني: الحاجة للوسيط في فهم النّص.
الثالث: التقليد في أصول الدين.
الرابع: معطيات ظاهرة التخصّص.
الخامس: لغة النّص ولغة المتخصّص.
