كتاب أخذ رصيد مواضيعه من المصادر الإسلامية الثرية ، عرض فيه نظريات وآراء علماء الغرب على الأحاديث الدينية ، ويسلط الأضواء على الأهداف التربوية الأصيلة التي وصلتنا من قادة الأخلاق والإنسانية .
يثبت المؤلف ثبات المعاني والمفاهيم والقوانين الأخلاقية ؛ فإن من أهم العوامل التي تكمن وراء توفيق المجتمعات البشرية وانتصاراتها وانتكاساتها هي العوامل الأخلاقية ، التي لها الآثار الحاسمة والواضحة والظاهرة في نظام حياة الأمم بحيث لا تبقي لأحد مجالاً للتشكيك والترديد .
ثم يبحث مسألة قيادة الأحاسيس والعواطف ، والحيلولة دونها من أن تُفرط أو تفرّط من أهم الأمور الأساسية بالأصول الأخلاقية ، وفي حياة الإنسان بنظر التربويين الأخصائيين .
ليؤكّد بعد كل ذلك أنّ الضمان الحقيقي لتنفيذ الأصول الإنسانية ، والرصيد الأكبر للفضائل الأخلاقية لهو “الإيمان الديني” الذي يؤمِن الإنسان في ميدان مقاومة الغرائز والأحاسيس والأفكار والمفاهيم ؛ مستشهداً بالثورة الأخلاقية في الإسلام التي قامت على يد الرسول “ص” ، والتي كانت لوحدها ثورة لا نظير لها من حيث البناء والعمق والأصالة والشمولية والاستيعاب ، حتى أصبحت تلك الثورة النموذج الأخلاقي للإنسان والكمال من خلال التربية الروحية النافذة إلى أعماق الضمير؛ لتعبئ طاقاته لبناء مجتمع سالم تصبح الآفاق في نظره وسيعة بعيدة مترامية الأطراف .
