بناء على أهمّية ودور المسائل العقائدية في المنظومة الدينية وأثرها الكبير في مصير الإنسان، أولى سماحة الأستاذ السيّد كمال الحيدري ـ دام توفيقه ـ اهتماماً واسعاً بهذه المسائل، وكان من نتيجة هذه الاهتمامات هذا الكتاب الذي سلّط فيه الضوء على بيان الدين وضرورته في حياة الإنسان وكيفية تكامل الشرائع السماوية.
قُسمت مباحث هذا الكتاب إلى فصلين يتقدّمهما عدّة من البحوث التمهيدية.
أمّا الفصل الأوّل: فقد كُرِّس للبحث في الأدلّة على الحاجة إلى الدين والأنبياء، وقد احتوت هذه الأدلّة على مقدّمات مهمّة؛ من قبيل حقيقة بيان الرابطة بين الجزاء والعمل، واستعراض قوانين الآخرة، والمقارنة بين الاتجاهات المادّية والسماوية في كيفية تحقيق العدالة، وبيان أهداف النبوّة والنظريات المطروحة في تشخيص الهدف الأصلي من بعثة الأنبياء.
أمّا الفصل الثاني: فقد اضطلع بالبحث في بيان أنّ الدين واحد مع تعدّد الشرائع، والبحث في خاتمية الإسلام لجميع الشرائع السماوية وجامعيّته وشموليّته، وكذلك استعراض امتيازات وخصائص الشريعة الخاتمة، مضافاً إلى بيان الفرق بين الشرائع السماوية والنظريات الفلسفية.