إنّ الغاية المعرفية التي يحاول هذا الكتاب بجلديه الوصول إليها والوقوف عندها مليّاً هي بعينها غاية البحث العَقَدي المرتبط فطريّاً بوجود الإنسان، وهي الوصول إلى أعلى المراتب الكمالية لمعرفة البارئ تعالى، لا مجرّد حصول اتّزان معرفيّ، وإن كان الاتّزان هو نوع كمال مطلوب بنفسه إلاّ أنّه لا يملأ مساحة هدفية وجود الإنسان، فالهدف هو أن يتحقّق الإنسان في سيره المعرفيّ بأعلى مراتب الكمال التي تُضيّق دائرة إمكانه لتفتح أمامه آفاقاً جديدة تغطّي سعته الوجودية.
الأصل الذي اعتُمد في خطّة عمل هذا الكتاب ومنهج العرض فيه، حيث اعتمد مبدأ اليُسر والتيسير في عرض مطالبه العلمية بأكبر قدر ممكن؛ وذلك رغبةً منّ المؤلّف بالوصول إلى أوسع دائرة ممكنة من القرّاء الكرام مهما اختلفت مشاربهم وأذواقهم ومعارفهم ومقدّماتهم المعرفية، إيماناً منّا بضرورة وحتميّة الوصول إلى معارف ومنابع أهل العصمة وشجرة العلم الأُولى وعيبة علم الله تعالى أهل البيت عليهم السلام، ثمّ إيصالها إلى الناس كافّة.
يشتمل هذا الكتاب على تمهيد و فصول ستة كالتالي:
الفصل الأول: حبّ اللّه.
الفصل الثاني: معرفة اللّه.
الفصل الثالث: مراتب معرفة الله.
الفصل الرابع: طرق معرفة الله.
الفصل الخامس: آثار معرفة الله.
الفصل السادس: النتائج و المعطيات.