إن مسألة أصالة الوجود مسألة أساسية، ولا ينبغي إطلاقاً التساهل في تناولها، لأن مسائل العِلِّية وعلاقة المعلول بالعلة ونتيجة ذلك ترتبط بأصالة الوجود، وعلى أساس ذلك تُحل كثير من المسائل المهمة، كنفي الجبر والتفويض، وإثبات التوحيد الأفعالي، وغير ذلك، كما أن مسألة الحركة الجوهرية تستند إلى أصالة الوجود.
قام المحقق السيد رضا الغرابي بانتخاب وتلخيص وتحرير الرؤية التي انتهى إليها العلامة السيد كمال الحيدري في مسألة «أصالة الوجود» التي تعتبر محوراً أساسيّاً في منظومة المعارف الفلسفيّة، ثمّ حاول تنظيمها في سياق منطقيّ، أورد فيه جميع الأبحاث المتعلقة بهذه المسألة، وأتبعها بما يتفرّع عنها وما يُشتقّ منها من معطيات، ولم يهمل الآثار المترتّبة عليها في المعارف العقديّة والمنطقيّة والفلسفيّة، وبالخصوص في نظريّة المعرفة.