إنّ «النفس» في الفکر الإسلامي ما هي إلّا تعبير آخر عن «الروح» كما يصطلح النصّ الديني المقدّس، في حين إنَّ أبحاث (علم النفس) المعاصرة لا تعنى بـ«الروح» بقدر عنايتها بإفرازات واستجابات الفرد البشري للمؤثرات الخارجيّة.
إنّ الفكر الإسلامي عالج موضوع النفس في أكثر من حقل معرفيّ، من أهمها:
1. الحقل التشريعي: الذي يعنى بدراسة الجانب الحقوقي للنفس من خلال الجسد، وهذا ما تمثّله أبحاث الفقه والفتاوى والأحكام الإسلامية.
2. الحقل الفلسفي: الذي يعنى بدراسة وتحليل معنى النفس وأدلّة وجودها، وتنوّع قواها وطبيعة أنشطتها، وهذا ما تمثّله أبحاث علم النفس الفلسفي.
3. الحقل الأخلاقي: الذي يعنى بدراسة تربية النفس أخلاقيّاً وكيفية تطويرها في جانب الفضيلة وكيفية تخليصها من الرذائل والسلوكيات السيئة، وهذا ما تمثّله أبحاث التصوّف وعلم الأخلاق في الثقافة الإسلامية.
فإنّ هذا الكتاب الماثل بين أيدينا ينتمي إلى الصنف الثالث من أصناف المعرفة الإسلامية، وهو لا يعدم الحديث عن بعض الجوانب المتّصلة بالصنف الثاني (= الحقل الفلسفي).
إنّ عناية سماحة آية الله السيد كمال الحيدري بموضوع النفس والتربية هدفها تقديم مادّة خصبة لجميع المعنيّين بالتربية في أوساطنا الاجتماعية والنهوض بواقعنا التربوي؛ لذا فإن المتوقّع أن يحتلّ هذا الكتاب محلّه المناسب في مكتبتنا الإسلامية ويستفيد منه المعنيّون بهذه الإشكالية.