إن لمعرفة النفس الإنسانية أهمية جسيمة وخطراً عظيماً، لأنها البوّابة الواسعة التي تفضي بالداخلين منها إلى رحاب معرفة الله عز وجل. وتاريخ هذه المعرفة طويل يعود إلى أقدم عهودها التي نزلت في هذه الأرض، حيث راح ثلّة من كل زمان ينقبون عن هذه الحقيقة بغية استكناه أمرها واستكشاف أحوالها وأطوارها، ليتسنى لهم اتخاذ المواقف تجاهها لعمل ما يصلحها وترك ما يفسدها ويضرّ بها.
فهذا الكتاب الذي بين يديك مجموعة أبحاث في علم النفس الفلسفي، جاءت شرحاً مختصراً للمنظومة وشرحها للحكيم المتأله الملا هادي السبزواري، مستلّة من أبحاث المرجع الديني سماحة السيد كمال الحيدري.