يعود هذا البحث في أصله إلى الحديث عن مسألة النبوّة في القرآن الكريم، فقد كان المنهج القرآني في تناوله لهذه المسألة متمثلاً بنحوين:
١- النبوّة العامّة.
٢- النبوّة الخاصّة.
ونعني بالنبوّة العامّة مجموعة الأحكام والقضايا التي لا تختصّ بنبيّ دون آخر، بل هي عامّة وشاملة لجميع الرسل والأنبياء، كالعصمة والشهادة على الأعمال يوم القيامة وغيرها. فيما تعني النبوّة الخاصّة مجموعة القضايا التي تحدّثت عن كلّ نبيّ على حدة، وما يتميّز به من صفات تقع في طريق المعرفة الإلهية، وذلك كالخاتمية بالنسبة إلى الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله).
وقد تناول البحث في هذا الكتاب في النحو الأوّل من أحكام النبوّة، مبتدئاً بالوقوف على أوّل مسائل النبوّة العامّة وأكثرها أهميّة وهي مسألة عصمة الأنبياء (عليهم السلام)، وسوف يتطرّق البحث إلى بيان الملامح الحقيقية والأركان الرئيسية لهذه المسألة مستضيئاً في تحقيق ذلك بالمنهج القرآني حول النبوّة.