هذا الكتاب بصدد الوقوف على دروسٍ تبرِّز البعد الأهمّ في تركيبة الإنسان ـ وهو الروحانيّة ـ وذلك من خلال ما يسانخها ويوافقها، وهي العبادات؛ فكانت (روحانيّة العبادات) العنوان الجامع لهذه الدروس التعليميّة الواقعيّة.
فإذن قد حاول هذا الكتاب الأخلاقيّ التعليميّ أن يقدّم مضموناً مُزجت مطالبه بلغاتٍ ثلاثٍ: الفلسفة والأخلاق والعرفان، ضمن طوليّةٍ بين النظريّة والتطبيق، حيث ركّزت دروسه على بيان البعد الروحيّ والمعنويّ في الجانب العباديّ بصفته الجديدة التي يتبنّاها الكتاب، وهي صفة الأخلاق؛ فهي الأخلاق العباديّة، وهذه الرؤية (أخلاقيّة العبادات) مستلّةٌ من أبعادٍ عقليّةٍ (عقيدةٍ وفلسفةٍ وعرفانٍ نظريٍّ) ونقليّةٍ أثريّةٍ (قرآنٍ وحديثٍ وعرفانٍ عمليٍّ) وسلوكيّةٍ كشفيّةٍ ضمن حدودها المقبولة والصحيحة، لتنطلق أبحاثها في عالم القلوب والوجدان والعمل، ولتشكّل مجموعة دروس وبحوث هذا الكتاب مساراً جامعاً بين منطقة العقل ومنطقة القلب.
وقد اشتملتْ هذه الدراسة على اثني عشر درساً نظِّمت بنحوٍ طوليٍّ؛ فلا ينبغي التقديم والتأخير فيها خلافاً لما جاء فيها؛ فإنّ نظمها قد لوحظ فيه عمليّة التدرّج في التلقّي، سواءٌ في البحوث النظريّة أو في البحوث العمليّة.
نشیر هنا الی بعض دروس هذا الکتاب و هي کالتالي:
الدرس الأوّل: واقعيّة العبادات وموقعها في السلّم الكماليّ.
الدرس الثاني: العبادات في رسومها القرآنيّة.
الدرس الثالث: العبادات في رسومها الروائيّة.
الدرس الرابع: أهل البيت(ع) مثلٌ أعلى في العبادات.
الدرس الخامس: أخلاقيّات العبادات وبعدها العرفانيّ.
الدرس السادس: أخلاقيّات المسجد والأماكن المقدّسة.
الدرس السابع: صورٌ روحانيّةٌ للطهارة والصلاة.