أولا : الفرق واضح بين من منع وأحرق السنة وبين غيره.
ثانيا : إن من منع كتابة السنة كانت يده مبسوطة والحكم والسلطة بيده، ولا يوجد أي مانع لا كالإمام الصادق (عليه السلام).
ثالثاً: الإمام الصادق (عليه السلام) كان مرصوداً من قبل العباسيين، وقد ذكرت الكتب التاريخية كيف كان المنصور العباسي يستدعي الإمام الصادق (عليه السلام) ويتوعّده فلا يستطع والحال هذه أن يؤلف الكتب، أما الفسحة في تلك الحقة فليست مطلقة بل هي أفضل فرصة حصل عليها الصادقان (عليهما السلام) من بين الأئمة (عليهم السلام)
رابعاً: تستشهد بمالك بن أنس الذي كان مدعوما من قبل السلطة العباسية.
خامساً: حاول الأئمة (عليهم السلام) إيصال السنة عن طريق نشر الحديث، بإلقائه على مسامع الرواة، وطلبوا من الرواة تدوينه، وقد كتبت كتب في زمنهم بتأييد من الأئمة (عليهم السلام).
1- سماحته لم ينفِ إمكانية الرؤية للإمام لعدم امتناع ذلك عقلاً وشرعاً، وإنما صرح بعدم ثبوت الرؤية عنده من قبل أحد للإمام ، لوجود شبهة مصداقية في أن المرئي هل الإمام أم أحد الأولياء والأبدال، هذا أولاً، وثانياً: لم نرَ من خلال ما ذكر في القصص أن الإمام قد صرح للشخص أنه هو الإمام، وإنما فهم الشخص من الحادثة أنه هو الإمام، وهذا الفهم ليس بالضرورة صحيحاً، كما أن القرائن قد تخطأ وقد تصيب، علماً أن ما نسب من الرؤية لبعض الأكابر على فرض صحته، لم يدعوه أنفسهم، وإلا كان مشمولاً بقوله: (من ادعى الرؤية فكذبوه)، هذا وندعو الجميع إلى عدم أخذ بعض المركوزات الذهنية والعرفية كأساس في تقييم وتصحيح الفكر الديني .
2- ذكر سماحة السيد الحيدري الأدلة التي تطرح عادة في مسألة إثبات حياة الإمام المهدي (عج) وليس هو في صدد التحقيق فيها أو تبنيها من عدمه.
نحن نعتقد بأن هذه الصلاة التي وجدت في رسائل علمائنا العملية هي الصلاة التي ورثناها من الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، وهي الصلاة التي ورثها الأئمة من الرسول الأعظم صلى الله عليه وإله، فإنَّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قال: صلوا كما رأيتموني أصلي، والناس اختلفوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أنه كيف كان يصلي، وكيف كان يتوضأ؟ ونحن سرنا خلف أئمة أهل البيت عليهم السلام، باعتبار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث الثقلين قال لنا: ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، فهم علمونا بطريقة الصلاة.
رأينا أنه يجيد القراءة والكتابة .
واليك الوجوه في أمية النبي صلى الله عليه وآله هي :
الأول: كونه صلى الله عليه وآله من قوم أمّيين، والأمّي في لغة العرب الذي لا كتاب له من مشركي العرب. وكان أكثر قومه صلى الله عليه وآله كذلك ويؤيّد ذلك المعنى من الأمّي قوله تعالى: ( هُوَ الَّذي بَعَثَ في الأمِّيِّينَ رَسُولاً منْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإنْ كَانُوا منْ قَبْلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ )
الثاني: كونه صلى الله عليه وآله أميّا نسبة إلى مكة، وهي أمّ القرى.
الثالث: كونه صلى الله عليه وآله ممّن لم يقرأ ولم يكتب ويؤيّده قوله تعالى: ( وَما كُنْتَ تَتْلُوا منْ قَبْلِهِ منْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إذاً لارْتابَ الْمُبْطِلُونَ )، وهذه الآية تدلّ على أنّه صلى الله عليه وآله لم يقرأ ولم يكتب قبل نبوّته، من غير تعرّض لنفي الكتابة والقراءة بعدها ولا لإثباتها كذلك .
الرابع: كونه صلى الله عليه وآله أمّياً بمعنى أنّه صلى الله عليه وآله بعقله الكلّي أمّ الأقلام وبنفسه الكلّية أمّ الكتاب ولا يخفى أنّ المعنى الأخير أدقّ وأرقّ وفقاً للمشارب العرفانية كما نص على ذلك صاحب درر الفوائد..
1- إن الإمام الحجة (عج) من الطبيعي أن يُنصّب الدلائل الواضحة والقطعية ومعه المعجزات بما لايخىفى على أحد أنه الإمام الحجة (عج) حتى تتم حجته على الناس وليس فيه غموض أو شك وتكون بذلك الحجة ثابتة على من أنكره.
2- أن الوسائط كثيرة في تلقي الإمام الحجة (عج) من الله تعالى .
3- نعم بعض الأمور توارث علمها من آبائه (عليهم السلام) وأخرى من الله تعالى.
الإمام (عليه السلام) ينطلق من الرؤية الإلهية في تحديد الفعل المناسب، ومنه نستفيد وهو المصدر الذي نأخذ منه لا أن نحكم رأينا على فعله، ونحن عندما نعالج حدث من الأحداث ننطلق حسب رؤيتنا الضيقة للأمور التي تؤثر علينا فيها العواطف وغيرها، ولا نلاحظ أولوية الأمور ومصالحها كالإمام (عليه السلام)، وإذا نريد أن نطرح هذه الأمور بهذه الطريقة فإنّ زينب تعرضت لأحداث كثيرٌ منا لا يُعرّض أهله لها، بيد أنّ نظر الإمام المعصوم أبعد من ذلك بكثير .