إنّ الغرض من خلق الخلق إنما يكون بعد التسليم بوجود الله -سبحانه وتعالى- وأن له جميع الأسماء، ومنها أنه حكيم، وفعله لا يكون إلا عن حكمة، ولا يدانيه العبث واللهو، وبعد ثبوت كونه خالقاً، فلابد أن يوجد هذا النظام الأحسن؛ لأن فرض أن الله له جميع الأسماء الحسنى ومنها كونه خالقاً حكيماً، وأنه يتصف بكل الكمالات، يستدعي وجود أثر له، ووجود الإنسان في هذه النشأة مع وجود الاختبار والامتحان هو مقتضى النظام الأحسن الذي أبدعه الله سبحانه، وأتقن من خلاله كلّ شيء: {صُنْعَ اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْء}.