1- الله تعالى كما وصف نفسه بقوله (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
2-نطرح هذا القياس الحملي الذي يتألّف من مقدّمتين:
الأولى: أنّ هناك واقعيّة ما، لا يمكن الشكّ والريب فيها، بقوله: «فلا يسعنا أن نرتاب أنّ هناك وجوداً ما، ولا ننكر الواقعيّة مطلقاً، إلاّ أن نكابر الحقّ فننكره أو نشكّ فيه، وإن يكن شيء من ذلك، فإنّما هو في اللفظ فحسب»
الثانية: أنّ كلّ ما هو موجود، فهو مترجّح الوجود، وإلاّ لو لم يكن كذلك، لكان إمّا مترجّح العدم أو متساوي النسبة مع الوجود، ولازمه أن يكون ما فرض موجوداً ليس كذلك، وهذا خلف كونه موجوداً، إذن مع فرض كون الشيء موجوداً فهو مترجّح وجوده على عدمه.
وبعد ذلك نضع نتيجة هذا القياس الحملي مقدّمة في قياس شرطيّ هو:
كلّ ما هو مترجّح وجوده، فترجّحه إمّا بذاته أو بغيره. فإن كان بذاته فهو واجب الوجود وهو المطلوب، وإن كان ترجّحه بغيره، فإن كان ذلك الغير هو الوجود الأوّل، لزم الدور الباطل، فلابدّ أن يكون غير الأوّل، وهو إمّا مترجّح بنفسه فيثبت المطلوب، وإمّا يكون ترجّحه بغيره أيضاً فيتسلسل، وحيث إنّ التسلسل في العلل الفاعليّة باطل، فلابدّ أن ينتهي إلى مترجّح بنفسه، وهو واجب الوجود بذاته.