السؤال :
ما هي الضوابط الشرعية للتبليغ الديني على شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي؟
الجواب :

لا يخفى أهمية التواصل الاجتماعي ووسائله وأهمية التبليغ والإعلام في تزويد الناس بالعلم والمعرفة والأخبار ولما لها من تأثير فاعل في توجيه الناس أو إلهاءهم ولذا عُد الإعلام سلطة رابعة إلى جانب السلطات الثلاث في الحكومات . فهناك آثار وٱنعكاسات إيجابية وسلبية لمواقع التواصل على التربية والتعليم والأخلاق والمحتمع والأسرة وعلى المستوى السياسي والٱقتصادي حيث أصبحت المبيعات والتجارات عبر ما يسمى بالبيجات والترويج للسلع من خلال مجموعات مختصة في كل حقول الحياة ومناحيها . ونظراً لأهمية هذه الجوانب وما لها من أبعاد شرعية ينبغي ملاحظة عدة أمور في التبليغ من خلال مواقع التواصل الٱجتماعي:

1 – أن يكون الأسلوب والمضمون غير مخالف للضوابط الشرعية ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمك والموعظة الحسنة وجادلهم بالتيي هي أحسن ) ولا شك أن مضمون الرسالة من الحكمة الإلهية، ولكن الآية تريد أن توكد على ضرورة أن يكون الأسلوب والخطاب الديني حكيماً.

2 – التثبت في نقل الأخبار والمعارف والتحقيق قبل تثقيف الناس على تعاليم غير محققة، والتثبت منهج قرآني ( فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بخبر يقين ) لقد كان الهدهد متثبتاً أكثر من الإنسان في نقل الوقائع فكان معلماً للإنسان في درس التثبت .

3 – ملاحظة الشرائط والظروف الاجتماعية والانثروبولوجية لأن الدين عبارة ثانية عن الثقافة الٱجتماعية والفكرية فلا بد من دراسة متطلبات المرحلة ومشاكل المجتمع والوقوف عليها والاستعانة بالخبراء لا سيما الدراسات الإنسانية الدينية وغيرها في حل مشاكل المجتمع وإعطاء عنصر المرونة للنصّ الديني من خلال قراءته بأدوات العصر، فالدين لا يتسلل إلى أعماق النفس والمجتمعات ما لم يخالطهم في تفاصيل حياتهم ويكون له موقف من كل المفردات الحياتية، فلا بد من ملاحظة هذه الظروف الزمكانية ووضع الخطاب المناسب.

4 – عدم ضرب المرتكزات الاجتماعية بشكل دفعي فإن ذلك يخلق حواجز نفسية بين المتكلم والمتلقي، والاكتفاء بالأسلوب التدريجي الذي هو أسلوب قراني ونبوي وعلوي وهو موثر في بناء الشخص ومواكبة الأحداث .

6 – أن يتسم الخطاب الديني بالمرونة والمسايرة ويبتعد عن لغة الانهام والتهكم والإساءة والٱزدراء والنيل من الآخرين، وأن يتخذ الموضوعية العلمية والمنطقية في مناقشة الآراء وطرح الأفكار والتحلي بسعة الصدر وقبول الرأي الآخر .

5 – يحرم الكذب في الخطاب الديني وغيره مهما كانت الغاية شريفة، فإن تعاليم الإسلام وأصوله التي أكّد على تفعيلها من خلال منتجات العقل البشري قادرة على إجابة كل تساؤل من دون الحاجة إلى الكذب والٱحتيال فإنها لغة العاجزين .

6 – التحلي بالدليل والبرهان وٱعتماد الحجج والايتعاد عن الخرافات ونقل الأحداث غير الموثوقة فقهياً وتاريخياً .