السؤال :
مع قُرب حلول شهر محرّم الحرام وآلاف المؤمنين يتلهفون بشوق إلى إحياء مراسيم عاشوراء والمشاركة في مجالس العزاء وفتح المواكب والهيئات وإقامة المجالس والعالم، ولكن يواجه المؤمنون تحدياً كبيراً في ذلك، ألا وهو انتشار وباء كورونا وجود تحذيرات من الحكومات ووزارة الصحة ودوائرها من التجمعات والاختلاط، فما هو الموقف الشرعي من إحياء ذكرى عاشوراء في ظل هذا الوباء والتحديدات المفروضة، نرجوا من سماحتكم بيان موقفكم وتوصياتكم وتوجيهاتكم، ولكم الأجر والثواب.
الجواب :

لبيان الموقف من إقامة العزاء في ظل جائحة كورونا نسجل النقاط الآتية:

1 ـ إنّ تحديد وظيفة المؤمنين من إحياء مراسيم العزاء في أيام عاشوراء مرتهن بالموقف الحكومي الرسمي وخلية الأزمة وضرورة الالتزام بالتوصيات الصادرة من وزارة الصحة.

2 ـ أفتى أغلب الفقهاء بعدم جواز مخالفة القوانين والتعليمات الصادرة والإرشادات الصحية والطبية التي تفرضها الجهات الرسمية.

3 ـ ينبغي على المؤمنين تصحيح بعض الأفكار تجاه عقيدتهم بأهل البيت(ع)، وأن إقامة المجالس لا تعطل القوانين والسنن الإلهية، فإن المجالس الحسينية وإن كانت عظيمة ومحل لإجابة الدعاء، ولكنها  ليست بديلة عن المستشفيات والأطباء والعلاج في مكافحة الكورونا.

4 ـ إن التعامل بالطريقة التقليدية الفيزيائية في موضوع (إقامة المجالس) في ظل التغيرات الخطيرة سيحوّل هذه المراسيم إلى مآتم على أرواح حاضريها ويسبب في حدوث كوارث إنسانية، و(المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين). نعم، إذا توفرت إمكانية الحضور الفيزيائي في الحسينيات والمساجد مع مراعاة الإرشادات الصحية ووجود الفواصل الآمنة بين الأفراد، أو السماح بالحضور لأعداد محددة يرتفع معها احتمال خطر الإصابة بالوباء، فلا إشكال في ذلك، بل تعد من أفضل القربات.

5 ـ إن إقامة العزاء من خلال برامج التواصل الاجتماعي والفضائيات يعد مصداقاً للاجتماع والمجلس على الحسين(ع) وإن كان افتراضياً، خصوصاً مع تحقق الغرض من الاجتماع.

6 ـ نؤكد على ضرورة الابتعاد عن الممارسات الدخيلة التي أُلصقت بالشعائر الحسينية  وأدّت إلى تشويه ثورة الإمام الحسين(ع) وعرضها للآخرين بصورة سوداوية مشوّهة.

7 ـ ينبغي على المؤمنين أن يجعلوا من الأهداف التي قامت عليها ثورة الإمام الحسين(ع) مقياساً وميزاناً في تقويم الأقوال والأفعال والسياسات العامة لمدعي التبعية للنهج الحسيني الشريف.

8 ـ إن يوم الحسين(ع) ينبغي أن يجدّد في نفوسنا الروح الحسينية والحركية في مقارعة الظالمين والمستأثرين بالسلطة والعابثين بالأموال العامة وهدرها والاستيلاء عليها.