مع إجبار الحاج على ذلك، لا إشكال في الذبح، ولا يجب عليه تأخير الذبح، أو الذبح في منى سراً.
يجب أن يكون الهدي من الإبل أو البقر أو الغنم، ولا يجزي من الإبل إلا ما أكمل السنة الخامسة ودخل في السادسة، ولا من البقر والمعز إلا ما أكمل السنة الثانية ودخل في الثالثة، ولا من الغنم إلا ما أكمل الشهر السابع ودخل في الثامن. ويجب أن يكون الهدي تام الأعضاء سالماً من العيوب كالعور والعرج والمقطوع إذنه والمكسور قرنه الداخل والخصي والمهزول فإن كل ذلك لا يجزي، والأفضل أن لا يكون مريضاً أو موجوءاً خروج عروق البيضتين أو مرضوض الخصيتين أو كبيراً بحيث تكون عظامه جوفاء، نعم، لو كان الحيوان بأصل الخلقة لا قرن له أو لا ألية له فلا إشكال في جواز ذبحه هدياً، ويجوز الاعتماد على إخبار البائع في توفر المواصفات، كما لا يجب مراعاة هذه الشروط في الكفارة.
من شك في أصل الذبح، فإن كان شكه بعد الحلق و التقصير فلا يعتنى بشكه، وإن كان قبل ذلك وجب عليه الذبح، نعم لو لم يجد الهدي وأعطى ثمنه لثقة ليذبح عنه ثم شك في أنه ذبحه أم لا؟ جاز الاعتماد على إخباره ما دام ثقة.
إذا لم يجد الحاج الهدي ولا يملك ثمنه، وجب عليه الصيام بدلاً عن ذلك عشرة أيام، ثلاثة في أيام الحج بشكل متوالي ويكون الصوم يوم السابع والثامن والتاسع من ذي الحجة وسبعة إذا رجع إلى بلده. ويجوز له صيام الثلاثة أيام أول ذي الحجة إذا علم أنه لن يتمكن من الهدي ولا ثمنه في وقته.
يجب التصدق بقسم من الهدي إلى الفقراء، ويستحب تقسيم الذبيحة إلى ثلاثة أقسام: ثلث لنفسه، وثلث يتصدق به في سبيل الله، وثلث يهديه إلى المؤمنين، ولا يشترط التساوي في الأقسام، كما يجوز إعطاء لحم الأضحية لجميع فرق المسلمين.
من أعمال منى الواجبة هو الحلق أو التقصير، والأفضل لمن يحج أول مرة ( حج الصرورة) اختيار الحلق، أما من يحج للمرة الثانية أو أكثر فيتخير بين الحلق والتقصير، وأما بالنسبة للنساء فالمتعين عليهن هو التقصير ولا يجوز لهن الحلق.
لا شيء عليه، والأفضل لمن يعلم أن الموسى أو الماكنة تجرح الرأس أن يقصر شعر الرأس أولاً ثم يحلق تمام الشعر لتفادي الإشكال.
إذا رمى الحاج الجمار الثلاثة يوم الحادي عشر والثاني عشر بعد المبيت ليلاً في منى ، فهو بالخيار إن شاء أن ينصرف من منى ولا يجب عليه البقاء ليلة الثالث عشر وأن بقي حتى دخل الليل من ليلة الثالث عشر وجب عليه المبيت والرمي في نهارها، وإن دخل الليل عليه وتعذر المبيت لعدم انتظار القافلة جاز له الخروج من منى ولكن يجب عليه التكفير بشاة.
من وجب عليه المبيت في منى فهو بالخيار بين أن يبقى في منى ليلة الحادي عشر من غروب الشمس إلى منتصف الليل ، وبعد ذلك يستطيع الانصراف والرجوع نهاراً للرمي، وبين أن يبقى في منى من منتصف الليل إلى الفجر،فإذا طلعت الشمس رمى الجمار الثلاثة ثم يمكنه الانصراف، وهكذا يفعل ليلة الثاني عشر، ولا يجوز له مغادرة منى قبل ظهر يوم الثاني عشر. ومن ترك المبيت في منى بالترتيب المذكور وجبت عليه شاة لكل ليلة.
الاشتغال في العبادة في الحرم المكي بدلاً عن المبيت في منى مجزٍ إن شاء الله تعالى، ولكن لا بد من إتمام الليل بالعبادة ولا يجزي إحياء نصفه بالعبادة. والعبادة هي كل ما يكون عبادياً ويقرب الإنسان إلى الله تعالى من الصلاة والدعاء والاستغفار والتسبيح والطواف والسعي وغير ذلك.
المريض الذي لا يتمكن من رمي الجمار بنفسه، يمكنه أن يستنب غيره للرمي عنه، نعم لو تماثل للشفاء قبل المغرب وجب عليه أن يرمي مرة ثانية بنفسه.
لا يجوز تقديم طواف الحج وصلاته على أعمال منى والوقوف في عرفة ومزدلفة، ولو قدمه عامداً عالماً وجب عليه إعادة الطواف وصلاته بعد الرمي والذبح والحلق.